Wednesday, August 3, 2011

الله لا يشرب الراني

قد تكون هناك نوع من الوقاحة والجرأة لهكذا عنوان لمقال من كاتب لم يهضم أصول الكتابة برمتها بعد و حاشا لله أن يدنس ذكره مثل لساني و لكن أخترته ليكون اولاَ ردا على اللذين يجعلون لله يد و كرسي و عرش و أنه ينزل و يصعد و ما الى ذلك من صفات حتى لا تليق ببعض الخلائق و ليس برب الخلائق فهي سلسلة فلا بد سيأتي اليوم الذي يقولون فيه الله يحب عصير الراني و لكن هذا ليس هو المحور الاساس لهذه المقال فما أردته كان رد على صديق لي و قد فهم الرد على نحو ساخر و مضحك و لكني كنت جاداً جدا عندما أطلقت هذه العبارات أن الله سبحانه و تعالى لا يشرب راني و لا يأكل الجبس و يرمي بقناني المياه و أعقاب السكائر في الشارع. كان الصديق و الاخ يقول أن الله قد أنزل علينا بلاءه فماذا نعمل و أين نذهب فكانت عباراتي الانفة الذكر هي عبارة عن رد و أن فهمه أو لا، فإن كان الله سبحانه و تعالى قد أنزل علينا بلائه و إنه لا يعاملنا بالحسنى أو كما وصلت اليه شعوب العالم المتقدم كما يزعم الكثير و لكن الله أمر المؤمنين بالنظافة فجاء على لسان  الرسول النظافة من الايمان فهل الامر ما زال متعلق بإرادة الله سبحانه و تعالى برمي الازبال و خصوصا قناني المياه و عصير الراني المحبذ لدى العراقيين و المشروبات الغازية الاخرى و الكثير من التجاوزات أن ذكرت سوف يظهر الشعب بمظهر الشعوب التي لم تصلها الحضارة و لم تعرف أي ديانة من قبل و ليس كما يدعي الشعب العراقي بأنهم من أعرق   و أفضل الشعوب تأريخ و ثقافة و ما الى ذلك هذا من جانب و من جانب أخر كيف سيرى الله عبيده بعين الرحمة و هم بعيدون كل البعد عن هذه الكلمة فنحن لا نغيث الملهوف و نطعم الجائع  و لانقض حوائج بعضنا البعض بدون مقابل أي ليس هناك ما يسمى حب لله فقط أي أن العلاقات بيننا تصنف على أساس ( فيدني و أفيدك) و كلمة لله لم يعد لها وجود و أن كان فأنها تحتضر      و توشك أن تموت الا من قلوب المؤمنين الذين ما زالوا على العهد الذي عاهدوا مع الله و مع ذلك فإنهم يتعرضون للانتقاد و التشوية و التعدي و كل الانتهاكات. ما زال الدرب طويل للشعب العراقي الذي يعشق الراني و المشروبات الاخرى و نتيجة لموجات الحر في البلد و إنعدام الكهرباء لاكثر من أربع ساعات و نحن بين مطرقة إنقطاع التيار الكهربائي و سندان صاحب المولدة الذي لم يسلتم الحصة المخصصة له من الدولة حسب ما يقول مما أدى لارتفاع الاجور الى الضعف مع الشروط التي يضعها صاحب المولد و أن المواطن لا حول و لا قوة فليس عليه سوى العمل حتى يسدد أجور بدل إيجار و يدفع لصاحب المولدة. فهل هذا كله من صنع الله سبحانه و تعالى حاشا لله أن يقوم بكل هذه الانتهاكات بحق البشر و لكن البشر هم وراء هلاك بعضهم البعض. لا زال الكثير منا يرضخ لفكرة "إذا ما انا شربت فلا نزل القطر" أي ما دام الفرد بخير و ينعم بالعمل و الصحة و الكهرباء فليذهب العراق للجحيم متى سنشعر بالمسؤولية تجاه أبناء جنسنا و شعبنا و ربنا الذي نرميه كل يوم بألالاف التهم و لا نحمده على شئ لانه لم يعطينا الجو البارد و الشارع  النظيف و الكهرباء و راتب شهري قدره مليون و نصف و بيت ملك. كأنه سبحانه قد أرتكب خطأ فادح لخلقه إيانا فهو الذي يقوم بكل شر و حاشاهأر  فمتى سنتوقف لحظة لنلقي اللوم على أنفسنا و نترك الله و شأنه فلنعمل الذي علينا و الباقي على الله.

No comments:

Post a Comment