Wednesday, July 20, 2011

قطع الرقاب ... و لا سلب الالقاب !!!


قطع الرقاب ... و لا سلب الالقاب !!!
 أدرك جيدا بإني لست بعالم إجتماع من المحدثين كعلي الوردي الذي لم يترك لي حل للمشاكل التي شخصها و كأنه الطبيب الذي لا يعرف ما هو العلاج المناسب و ليس عليه سوى تشخيص المشكلة وان كنت لا أفضل هذا الاسلوب بل أعتمد الطريق الذي يشخص المشكلة و يجد العلاج المناسب لها، ما جعلني أتطرق للمشاكل الاجتماعية هو موضوع الالقاب الاجتماعية التي تتجدد و تتغيير مع المجتمع أي بلغة اليوم هي الالقاب مثل ( السيد، الحجي، الشيخ) و هي اكثر الالقاب شيوعا في الوقت الحاضر و كأن الالقاب تتطور حسب حاجات المجتمع و ضرورياته فبدل من أن نسمي الاشخاص بإسمائهم الحقيقية نقوم بإطلاق هذه الالقاب و غيرها عليهم و لكن ما لفت إنتباهي هو المثل الشعبي الذي يخص ذكر الالقاب القائل ( السيد اللي ميشور يسموه أبو الخرك) فأخذت أفكر في أن أحصي اصحاب الخرك في الوقت الحاضر فوجدت أني ادور بدائرة مفرغة و سوف لن تترتب على بحثي أي نتيجة لها قيمة سوى مضيعة الوقت في الحديث عن السادة من آل الخرك، و دفعني فضولي مرة أخرى الى بعض الالقاب التي تطلق على شريحة أخرى من أن أصحاب الشهادات الاكاديمية من قبل المجتمع مثل ( المبدع، المثقف، المطلع، الدكتور) و غيرها من الالقاب التي يجهلها قائلوها أو مطلقوها أما الملقب فقد يعرف معنى تلك الالقاب     و ثقل المسؤولية التي ما بعد اللقب و هو يفضل أن يحتفظ باللقب على أن يدعى أو يكنى بحقيقته و قد نسي المجتمع أن الانسان هو الذي سيصنع لنفسه أكبر لقب من خلال تعامله مع الاخر و ليس من خلال ما يطلق عليه من ألالقاب و من المؤسف أن الكثير ممن يطلق عليهم هذه الالقاب الاجتماعية هم ممن لا يمثل اللقب لذلك بدأت مشكلة جديدة بالظهور في المجتمع العراقي و هي عدم الثقة بحامل اللقب. فقد توصلت بإفكاري الى نقاط أستطيع أن الخصها كي أمكن القارئ الكريم أن يستفيد منها في حياته اليومية و أن يقيم الانسان على إنسانيته لا على لقبه و خصوصا المثقفين من الكتاب و الشعراء عليهم أن يعيدوا بناء الثقة بالشعب العراقي الذي فقد مصداقيته بالكثير من أصحاب الالقاب. فوجدت أولاً أن لكل فترة زمنية القاب خاصة بها تنقل لنا صورة لذلك المجتمع بكامله ثانيا أن لكل شريحة القاب معينة تتميز بها عن الشرائح الاخرى مما يؤدي بها أن تقترب من شريحة و تبتعد عن أخرى    و ثالثا و هي الاهم أن أغلب المجتمعات و خصوصا العربية و بالاخص العراقية تفضل الالقاب و الكنى على الانسان شخصيا بعبارة أخرى أن الانسان لا يمكن أن يكون له ثقله في المجتمع ما لم يحمل لقب معين و أن كان خير الناس في مجتمعه و لا أعرف التأريخ الزمني لهذه الظاهرة فأنا عندما أطالع التأريخ العربي أي من عصور الجاهلية ما قبل الاسلام  و الى اليوم أجد الكثير من الالقاب و الكنى لدرجة أن لا يعرف الاسم الحقيقي لحامل اللقب لشيوع لقبه أو كنيته بدءا بأبي طالب عليه السلام الذي غلبت كنيته أسمه و هكذا الكثير من الامثلة التي لا يسع المقام لذكرها. برأي الفقير أن ظاهرة الالقاب من الظواهر ذات الحدين و لكن في الوقت الحالي يعد الحد السلبي لهذه الظاهرة هو الاكثر شيوعا في المجتمع و بدأ المجتمع يتذمر من كثرة الالقاب التي توغلت في كل نواحي الحياة و خصوصا السياسية و الاجتماعية التي تعد من أولويات مجتمعنا الحاضر. فألتمس كأخ صغير من كل أصحاب اللقاب أن يأخذوا بنظر الاعتبار مسؤولية الالقاب التي يحملوها و أن يكون صاحب اللقب إنسان بالدرجة الاولى و يحاول أن يعامل المجتمع على هذا الاساس و أن لا يتكبر على أحد فما حصل عليه من اللقاب ليس هو الرصيد الحقيقي بل أن أثاره كإنسان  و خدمته لشعبه هو الهدف الاساس و اللقب الذي يجب أن يسعى له الفرد أولا و أخرا فخير الناس من نفع الناس لا من حمل الكثير من الالقاب فحمل هموم المجتمع و مشاكله أسمى و أكبر من أي لقب يمكن لاحد حمله.